حكاية كجمولة في المدينة
كَجْمولَةُ في ٱلْمَدينَةِ
أَكْمَلَتْ كَجْمولَةُ دِراسَتَها في مَدْرَسَةِ ٱلْقَرْيَةِ، وَقَرَّرَتْ أَنْ تُتابِعَها في ٱلْمَدينَةِ. قالَ لَها
والِدُها ناصِحاً : اَلْمَدينَةُ يا كَجْمولَةُ، لَيْسَتْ كَالْقَريَةِ. اَلْمَدينَةُ فيها شَوارِعُ وَسَيّاراتٌ، وَمَنازِلُ وَعِماراتٌ، وَحَدائِقُ وَمُنْتَزَهاتٌ، وَمَعامِلُ وَمُسْتَشْفَياتٌ، وَأَسْواقٌ عَصْرِيَّةٌ،
وَمَطاعِمُ وَمَلاعِبُ.
اِسْتَمْتِعي بِٱلْحَياةِ هُناكَ، وَلَكِنْ في أَوْقاتِ ٱلْفَراغِ فَقَطُّ. قالَتِ ٱلْأُمُّ لِزَوْجِها :«وَأَيْنَ سَتَسْكُنُ
ٱبْنَتُنا يا مُحَمَّدُ؟ » أَجابَ ٱلْأَبُ : « وَٱللَّهِ لا أَدْري، رُبَّما في دارِ ٱلطّالِبَةِ » أَجابَتْهُ زَوْجَتُهُ :
« لِمَ لا تَسْكُنُ مَعَ عَمَّتِها إيطّو ؟»صاحَ ٱلْأَبُ: « ! فِكْرَةٌ رائِعَةٌ »
اِسْتَقَرَّتْ كَجْمولةُ عِنْدَ عَمَّتِها إيطّو، وَصارَ لَها في ٱلْمَدْرَسَةِ أَصْدِقاءٌ جُدُدٌ، تُرافِقُهُمْ إِلى
ٱلْمَدْرَسَةِ في ٱلْحافِلَةِ، وَيَلْتَقونَ في بَيْتِ عَمَّتِها، أَوْ في بَيْتِ أَحَدِهِمْ لِيُراجِعوا دُروسَهُمْ.
صارَتْ كَجْمولَةُ مَحْبوبَةً لَدى ٱلْجَميعِ، بِفَضْلِ خُلُقِها ٱلرَّفيعِ، وَٱجْتِهادِها في ٱلدِّراسَةِ، وَإِتْقانِها ٱلتَّمْثيلَ وَٱلرِّيّاضَةَ.
لَمْ تَنْسَ كَجْمولَةُ أَصْدِقاءَها مِنْ أَهْلِ ٱلْبادِيَّةِ، كانَتْ تُهاتِفُهُمْ، وَتَطْلُبُ مِنْهُمُ ٱلْاِجْتِهادَ،
وَعَدَمَ نِسْيانِ قَرْيَتِهمُ.