-->
U3F1ZWV6ZTQwMDk3MDA5NzE3X0FjdGl2YXRpb240NTQyNDM3OTc5MDY=
recent
أخبار ساخنة

بيداغوجيا الخطأ مفهومها وأبعادها


بيداغوجيا الخطأ الجزء الأول


بيداغوجيا الخطأ مفهومها وأبعادها




مفهوم الخطأ

يعتبر الخطأ حالة غير طبيعية من وجهة نظر البعض ، بل الوضعية المثلى هي انعدام الخطأ. وغالبا ما يلصق الخطأ بالمتعلم ويتم عقابه على كل خطأ يرتكبه ، الأمر الذي يستوجب من المتعلم قبول الحل الصحيح من قبل المدرس أو إعادة التعلم . والأصل الصحيح أن ينطلق المعلم من أخطاء التلاميذ فيحللها ليبني مع التلميذ واعتمادا عليها المعرفة الصحيحة.
 و لطالما اعتبر الخطأ في المجال المدرسي " ذنبا "لا يغتفر، ومؤشرا على الفشل والقصور والإخفاق، علاوة على أن الممارسات البيداغوجية الكلاسيكية كانت تحمل التلاميذ مسؤولية أخطائهم وتفسرها بغياب الحوافز أو النقص في التركيز" فكان لذلك انعكاس سلبي على نفسية الأطفال، عمق لديهم الشعور بالإحباط والإقصاء والدونية، وكرس في نفوسهم الرغبة في العزوف عن الدراسة. غير أن وضعية الخطأ سرعان ما عرفت تحولا نوعيا أضحت الأخطاء معه تعبيرا عن وجود معرفة غير مكتملة، ومرحلة طبيعية من مراحل بناء التعلمات واستراتيجية للتحصيل، على أساس أن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه التلميذ لاكتساب المعارف والسلوكات في إطار البحث عن الحلول و ما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء.

بيداغوجيا الخطأ

 هي تصور ومنهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم، فهو استراتيجية التعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لإكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعي المتعلم للوصول إلى المعرفة ويتجلى البعد السيكولوجي لبيداغوجيا الخطأ في اعتبارها ترجمة للتمثلات التي تنظم بواسطتها الذات تجربتها في علاقة مع النمو المعرفي للمتعلم .
 الخطأ الذي يتم فهمه يكون مجديا ومصدرا للإرتقاء ، وفهم الخطأ يعني معرفة مصدره وتحليله بما يضمن استغلاله بشكل إيجابي في التعلمات اللاحقة ، فهو نقطة انطلاق التعلم إن ارتكاب المتعلم للخطأ لا يعتبر أمرا مذموما بل إيجابيا ومفيدا ، فهو يمثل مرحلة أساسية من مراحل بناء المعرفة . وتعتمد بيداغوجيا الخطأ على مبادئ أساسية ، هي:
- موضعة المتعلم في صلب العملية التعليمية التعلمية .
- فهم تمثلاته .
- تحليل أخطائه ، والبحث عن الحلول العملية التي تكفل تصحيح مسار التعلم .

الأبعاد الأساسية لبيداغوجيا الخطأ :

 تتأسس بيداغوجيا الخطأ على ثلاثة أبعاد أساسية هي :
1- البعد الإبستمولوجي : وهو بعد يرتبط بالمعرفة في حد ذاتها ، بحيث يمكن للمتعلمين أن يعيدوا ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها البشرية في تاريخ تطورها العلمي .

2- البعد السيكولوجي : ويتجلى في اعتبار الخطأ ترجمة للتمثلات التي راكمتها الذات ( ذات المتعلم ) من خلال تجاربها ، وتكون ذات علاقة بالنمو المعرفي للمتعلم .
3- البعد البيداغوجي : وترتبط بالأخطاء الناجمة عن عدم ملاءمة الطرائق البيداغوجية لحاجيات
    المتعلمين ، ويمكن معالجته بإتاحة الفرصة للمتعلمين لاكتشاف أخطائهم مع محاولة تصحيحها
بأنفسهم .

التدريس عن طريق بيداغوجيا الخطأ:

تعتبر الوضعية-المسألة أفضل مناسبة لاستثمار نموذج التدريس عن طريق الخطأ، خصوصا أثناء تقديم التلاميذ تلمساتهم الأولية بخصوص إيجاد حلول للمشكل المطروح، إذ ينبغي للأستاذ تثمين أخطاء المتعلمين، محللا إياها بالشكل الذي يسعفه باكتشاف مختلف السحنات المعرفية للأطفال .


رابط الجزء الثاني من هنا
الاسمبريد إلكترونيرسالة